سيدي بنور – 7أيام
كشفت وفاة رئيس جماعة الوليدية، المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن صراعات داخلية حادة داخل صفوف حزب الاستقلال بإقليم سيدي بنور، في مشهد يؤشر على اختلالات تنظيمية عميقة تهدد تماسك الحزب محليًا.
فقد تحوّل مسار تعويض الرئيس الراحل إلى محطة خلافية بين قيادات الحزب، حيث أبانت هذه المرحلة عن تصدع واضح بين الهياكل الإقليمية والمركزية، وسط اتهامات بالتجاوز والتدخل غير المعلن في قرارات التزكية.
وحسب معطيات إعلامية متطابقة، فقد قام الحاج محمد أبو الفراج، المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال، بمنح تزكية حزبية لأحد المنتخبين المحليين، في خطوة اعتُبرت منسجمة مع توجّه الحزب لتوسيع قاعدته بجماعات ترابية جديدة بالإقليم. غير أن هذه المبادرة لم تلقَ دعمًا من القيادة المركزية، التي تدخل أحد أعضائها التنفيذيين لدعم مرشح آخر، بمساعدة برلماني من حزب منافس، ما أدى إلى سحب التزكية الأولى، وتنحية المفتش الإقليمي من مهامه.
وأثار هذا القرار موجة استياء واسعة داخل صفوف الحزب محليًا، حيث اعتبر مناضلون أن ما جرى يُعد مساسًا بقواعد الانضباط الداخلي وضربًا لمبدأ الديمقراطية الحزبية. كما ربطت مصادر حزبية هذه التطورات بما وصفته بـ”شبكات غير رسمية” تسيطر على القرار السياسي داخل التنظيم.
وأسفرت هذه التجاذبات عن انتخاب مرشح دون منافس، في أجواء وُصفت بغير التوافقية، مما عمّق الشعور بانفصال القيادة المركزية عن القواعد المحلية، وطرح تساؤلات جدية حول شفافية تدبير التزكيات واستقلالية القرار داخل الحزب.
وتطرح هذه الواقعة أسئلة محورية حول مدى احترام الأحزاب المغربية للمؤسسات الداخلية، وإلى أي حد يمكن للهياكل المحلية أن تصمد أمام تغوّل القيادة المركزية وتدخلاتها، خاصة في محطات انتخابية مفصلية.
ويرى متتبعون أن استمرار هذه الاختلالات التنظيمية دون معالجتها سيُفقد الأحزاب السياسية ثقة المواطنين، ويزيد من عزوفهم عن العمل الحزبي، ما لم يتم فتح نقاش داخلي شفاف يعيد الثقة في المؤسسات الحزبية ويضمن احترام إرادة القواعد والمناضلين.



















